وعند الحديث حول هذه الدعوى نحن بحاجة أساسية لمعرفة نشأة المصطلح وظروفه وسياقاته الزمانية، لأن هذه الأسس مهمة في الكشف عن حقيقتها، وهذه الفكرة يمكن تلخيصها في نقاط :

١- أن المصطلح تبلور في سياق سقوط الدولة العثمانية وتنحية مصطلح "الخلافة" وما له من مدلول شرعي، وأيضاً نشأة ونشاط العديد من الأفكار والمناهج المناوئة للشريعة الإسلامية.

٢- نشأة الجماعات التي جعلت من أهدافها الأساسية العودة لتحكيم الشريعة الإسلامية وإحياء شعائرها، ومن الواضح أن التبلور الحقيقي لظاهرة "الإسلاميون" أو "التيار الإسلامي" تشكلت بشكل أساسي مع بواكير عمل جماعة الإخوان المسلمين في مصر وغيرها والجماعة الإسلامية في باكستان وغيرها، وجماعات أخرى لاحقة، وكذلك عمل بعض الرموز الدينية والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية بشكل مستقل.

فمن هذه المنطلقات الأساسية صار التمايز واضحاً بين هذه المكونات التي اهتمت بهذا الموضوع وغيرها، مع سيادة التيارات المناوئة الأخرى على المناخ الفكري والسياسي العام في الأمة.

فهذا هو التفسير الأساسي على هذه الحالة الفكرية التي نتجت عنها هذه المصطلحات وربما تتغير الظروف حالياً مع شيوع أفكار وتطبيق الشريعة وانتشار المفاهيم الدينية..

والجواب..

والجدير بالذكر بأنه من ناحية تطبيق الإسلام الذاتي فلا شك بأن بعض الناس في سلوكهم الذاتي ومنهم من التيارات الليبرالية والعلمانية "نسبة" لديهم تقدير وإلتزام ديني خاص في سلوكياتهم وعبادتهم..

وبالمقابل هناك من منتسبي التيارت الإسلامية كما لاحظ الباحث الإيطالي (لوقا أوزانو) في كتابه المترجم "أقنعة الدين السياسية" بأن بعض منتسبي التيارات الإسلامية في سلوكهم الشخصي لديهم مفارقة مع السلوك الديني أو عندهم ممارسات علمانية! مع وجودهم في تيارات تحمل راية إسلامية في السياسة والحياة عموماً..، لذلك يجب دراسة الحالة من كل نواحيها …

والله المستعان؛

د. محمد عبدالله المطر