كثير من البشر في نقاشك معهم عن الحسد والعين يقولك مباشرة العين، وتناسى ذاك المسكين بأنه الله خير الحافظين، لا تصيب العين إلابأمر الله فعلام التطير والطيرة.

في إحدى الدواوين دخل أحدهم وأجمع الرواد لذلك المجلس بأن عينه شرارة وتناقش أحدهم معه "هل أنت سعيد بحياتك؟" فانفجر غاضبابأن حياته أصبحت جحيم، ونبذه الجميع بل وأقرب الناس إليه يهربون منه، وختمها بأن باطن الأرض خير له من ظاهرها، فتم التعليق بأن هذا عقاب الدنيا فكيف بالآخرة! فكم كنت سببا في تدمير الفرح وتأجيج الجراح.

القارئ العزيز؛ البشرى بأن الحبيب حينما ذكر لنا العين لم يتركنا هباء إنما أرشدنا إلى الأذكار وهي الحامية والحصن الحصين.. ومن الذي تحصن بالله فخذله! حاشاه سبحانه!، وهمسه للي (يتشيحط) أي يتفاخر بأنه عينه وحده بوحده تذكر هذه الأبيات:

أياحاسداً لي على نعمتي & أتدري على من أسأت الأدب

أسأت إلى الله في ملكه & لأنك لم ترضى لي ماوهب

فأخزاك ربي بأن زادني & وسد عليك وجوه الطلب

فهدي بالك وبرّك حين ترى ما يُعجبك وتذكر حديث "علام يقتل أحدكم أخاه".. كفانا الله شر الحاسدين والشيطان يريد أن يكون في قلوبناشرك الخوف أن نخشى البشر أكثر من ربهم.

بقلم /د.وليد راشد الطراد