مساحةإعلانية 2
شبكة الديوانية >> عبدالعزيز الكندري >> عبدالعزيز الكندري

مشاهد من قلب الزلزلة

Posted 2023-02-09 at 7:33 AM by
مدير الموقع (admin)

«قدّر الله وما شاء فعل، لن نستطيع إعادة من فقدناهم، لكن أريد أن أطمئن من خسروا بيوتهم، لن تدفعوا ليرة واحدة لإعادة إعمار منازلكم، سوف نقوم ببناء منازل لكم أفضل من المنازل التي فقدتموها».
الرئيس التركي
‏رجب طيب أردوغان‬

التطورات التي حصلت خلال الأيام الماضية لزلزال تركيا وسورية كانت مفزعة وصادمة، مشاهد مأساوية رأيناها وما زلنا نشاهدها يومياً بسبب استمرار عمليات البحث عن ناجين من تحت الركام، وبيّنت بعض الصور التي عرضتها وسائل الإعلام المختلفة لأحياء كاملة قد سويت بالأرض، وهذا مؤشر على أن الحصيلة ستزداد خلال الأيام المقبلة، وربما تصل لعشرات الآلاف، وهذه بعض المشاهد من قلب الزلزلة.


المشهد الأول، هي لحظات الرعب والصدمة والتي نقلتها معظم القنوات الفضائية، حيث إن أثناء البث المباشر يضرب زلزال آخر ويدمر بعض المباني، كما حدث في مدينة ملاطية، وأثناء البث المباشر لمراسل قناة «سون» ضرب زلزال بلغت قوته 7.4 درجة 10 مدن في المنطقة الجنوبية الشرقية من تركيا، وظهر هذا على الشاشات، وفي ولاية ديار بكر، نقلت شاشات التلفزيون انهيار مبنى على الهواء مباشرة نتيجة زلزال ثانٍ بقوة 7.5 درجة على مقياس ريختر. تختلط المشاعر ويعجز الإنسان عن الكلام من هول الصدمة وما حدث.


المشهد الثاني، هو أن تركيا لا شك تمتلك إمكانات كبيرة، ودول العالم هبت لمساعدتها وهي تستحق ذلك، كما أن لديها إمكانات لوجستية كبيرة، ولكن سورية لاتملك كل هذه الإمكانات والمقومات، والمأساة لديهم أكبر كون الناس الآن بلا مأوى والبرد شديد، وفي هذا الوقت يجب التوقف عن الحديث السياسي وإنما لغوية الإنسانية والتكافل والتعاون هي التي يجب أن تسمو على أي أمر آخر، فاليوم تركيا وسورية بلدان منكوبان، نسأل الله تعالى أن يزيل كربهم ويخفف آلامهم.


المشهد الثالث، يقول أهل الإدارة: «لكل جهد منظم عائد مضاعف»، وإن التنسيق والترتيب هو أحد أبرز ملامح نجاح الأعمال، فكذلك العمل الإنساني بحاجة ماسة للتكامل والتنسيق في ما بينه من أجل تحقيق الأهداف والغايات، والمستفيد الأكبر هو صاحب الحاجة، حيث شاهدنا حجم التبرعات للجمعيات الخيرية داخل دولة الكويت، لماذا لا يكون العمل مشتركاً بين جميع هذه الجمعيات حتى لا تضيع الجهود ويكون هناك تكامل بالأدوار، وكذلك إنشاء وحدة خاصة لدى الجمعيات لمواجهة هذه الكوارث الطبيعية وكيفية التعامل معها.


المشهد الرابع، صورة مؤثرة لأب تركي في مدينة ‫«كهرمان مرعش» التركية لم يترك يد ابنته (15عاماً) التي توفيت تحت الأنقاض، على الرغم من البرد القارس لكنه لم يستطع مفارقتها ولو للحظة، وظل ممسكاً يدها حتى وصول فرق الإنقاذ... يعجز اللسان عن التعبير، ولكنها الأبوة.


المشهد الخامس والجميل، هي الفزعة التي نراها من الجميع في مساعدة المنكوبين، سواء الجهات الرسمية أو الأهلية، فهذا وقت التكافل وليس التلاوم، وقال وزير الخارجية الشيخ سالم الصباح: هنالك كويتيون كانوا متواجدين للإغاثة قبل وقوع زلزال تركيا رفضوا العودة مع رحلات الاجلاء، الأمر الذي يدل على معدن الشعب الكويتي الذي يتواجد في أصعب الاوقات.
https://www.alraimedia.com/article/1627269








العضوالمشاركة