من مآثر أهل الكويت الأوائل

التاجران (عبدالعزيز الراشد، وحمدالمديرس) ودرس في الأمانة والثقة:

كان أهل البادية يأتون إلى الكويت ويبيعون ما لديهم من بضائع ويشترون حاجياتهم، ثم يودعون ما يزيد من أموالهم عند تجار الكويت للموسم القادم. وفي أحد المواسم ترك أحدهم أمواله في صرة عند التاجر عبدالعزيز الراشد، ونظرا لعدم توفر التجوري وهو الخزانة التي تحفظ فيها الأموال لديه ذهب بها إلى جاره في السوق حمد المديرس لحفظ المال لديه.

وفي الموسم القادم جاء صاحب المال وطلب الصرة من الراشد فسأله كم كان فيها؟ قال له الأعرابي ألف ريال فرنسي، فقال له تعال غداً بعد صلاة المغرب، وكان الراشد قد نسي أنه ترك تلك الأموال أمانه عند جاره حمد. فذهب مسرعاً إلى أحد التجار، وقال له: أريد أن تقرضني مبلغ ألف ريال فرنسي استلمها منك غداً المغرب، فوافق التاجر بشرط أن يكون المبلغ مقابل رهن بيت الراشد، فوافق دون تردد واستلم وثيقة البيت وكتب عليها ما يفيد الرهن، ومن الغد استلم الراشد المبلغ، وسلمه للأعرابي مع أنه لم يتذكر المبلغ ولا يوجد دليل على تركه أمانة عنده. كل ذلك ثقة وأمانة وحرصا على سمعته بين زملائه التجار.

وبعد ثلاثة أشهر من تلك الواقعة جاء المديرس إلى الراشد وقال له: لماذا لم تأخذ أمانتك يا بو سعود التي تركتها عندنا في العام الماضي؟ حينها تعجب الراشد وقال: أي أمانة! فقال المديرس: فلوسك التي تركتها عندنا، حينها تذكر الراشد تلك الأمانة، فأخذ المال وذهب مسرعاً وسلمه للدائن واستلم وثيقة بيته شاكرا له.

هذه صورة جميلة ورائعة من الحرص على حفظ الأمانة والثقة بين التجار وعموم الناس في ذلك الزمن الجميل رحمهم الله تعالى.

-التاجرالأسوة/د.الخرافي1/132-