شبكة الديوانية >> محمد فوزان الفوزان >> محمد فوزان الفوزان | |
احترام رمضان |
|
Posted 2023-04-06 at 11:09 AM by ![]() يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”. قال علي بن أبي طالب،رضي الله تعالى عنه، في تعريف التقوى: “التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل”.
وقال عمر بن عبد العزيز في تعريف التقوى: “ليس تقوى الله بصيام النهار،ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك؛ لكن تقوى الله ترك ما حرم الله، وأداء ما افترض الله، فمن رُزق بعد ذلك خيراً فهو خير الى خير”.
وقد سئل أبو هريرة عن التقوى فأجاب قائلاً:” هل اخذت طريقاً ذا شوك؟ قال: نعم قال: فكيف صنعت؟ قال: إذا رأيت الشوك عزلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه. قال: ذاك التقوى”. * يقول الشاعر:
“خل الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقى واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى”. من أعظم النفع للمسلم في الشهر الكريم، هو عودته إلى ربه تائباً منيباً، يرجو رحمته ومغفرته، يريد أن يغسل نفسه من الذنوب والخطايا بدموعه وخشوعه وصلاته وصيامه، لعل الله تعالى أن يتوب عليه ويعفو عنه”.
“قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفرُ الذُّنوب جميعاً، إنه هو الغفور الرحيم”. أما آن لنا أن نحترم رمضان؟
يقول الدكتور مصطفى محمود، رحمه الله: “كنت طالباً أدرس في أميركا، وفي يوم توقفت عند محطة بنزين اعتدت دخولها لشراء قهوة أثناء ملء السيارة بالوقود، وفي اليوم الذي يسبق يوم الـ”كريسماس”، وجدت أحد العمال منهمكاً في وضع أقفال على ثلاجة الخمور، فسألته عن السبب، فأجابني: هذه ثلاجة الخمور، وقوانين الولاية تمنع بيع الخمور في ليلة ويوم الـ”كريسماس”، يوم ميلاد المسيح، فقلت مندهشاً: أليست أميركا دولة علمانية، لماذا تتدخل الدولة في شيء مثل ذلك؟
فقال: يجب على الجميع احترام ميلاد المسيح وعدم شرب الخمر في ذلك اليوم، حتى وإن لم تكن متديناً، إذا فقد المجتمع الاحترام فقدنا كل شيء.
إنها مسألة احترام، فهم ينظرون للـ”كريسماس” كضيف يزورهم كل سنة، ليذكرهم بميلاد المسيح (عليه السلام)، وليس من الاحترام السكر في معية ذلك الضيف، فلتسكر ولتعربد في يوم آخر إذا كان ذلك أسلوب حياتك، لكن في هذا اليوم سيحترم الجميع هذا الضيف”. المقالة تتكلم عن الاحترام كقيمة إنسانية، وهو من القيم الأخلاقية التي يعاني البعض من نقصانها في سلوكه، واتخاذ قراراته.
ها هي بعض الفضائيات التي فقدت هذه القيمة الأخلاقية السامية في احترام رمضان، سعت كل السعي لان تفسد على الناس نعمة التواصل مع الله، بذكره وعبادته، والتفرغ لما يحب ويرضى، وقد حشدت أعداداً من الممثلين والممثلات في أعمال فنية هابطة، أو مسابقات تافهة تحت مسميات شتى، يجمعها هدف واحد هو إلهاء المسلم عن العبادة، والتواصل مع خالقه سبحانه وتعالى، كأن هذا الشهر الكريم فرصة مناسبة لإظهار الموبقات لكل البشر لالهائهم عن عبادة الله عز وجل.
ترسخت لدي قناعة أن ما يحصل هو أمر مخطط مسبقاً لضرب الهدف السامي لهذا الشهر المبارك الكريم “لعلّكم تتقون”.
شهر رمضان الكريم شهر التعبد، وتلاوة القرآن الكريم، والذكر، وقيام الليل، تحول بسبب عدم احترامه واهدار قدسيته شهر التراخي والكسل، وارتكاب المعاصي بمجرد متابعة الإثارة التي تنشرها بعض الفضائيات، بلا حسيب أو رقيب.
لا بد من وقفة جادة حازمة، واسلوب جديد للتعامل مع المستهترين بالشهر الفضيل، ولا بد ان نترجم سلوكنا في هذا الشهر المبارك، ونعمل لمواجهة هذا الكم الهائل من الإفساد والمفسدين، الذين وجدوا في رمضان فرصة ثمينة لبث سمومهم لتصل للمسلم وهو في عقر داره، بل في غرفة نومه. نسأل الله السلامة. |
العضو | المشاركة |