مساحةإعلانية 2
شبكة الديوانية >> كيف ننهض؟ >> كيف ننهض؟

من سيرة صلاح الدين الأيوبي

Posted 2023-04-16 at 6:06 PM by
حمد (hsharhan@gmail.com)

من تاريخ الامة الاسلامية

يقول المؤرخ "جيبون": لقد كان القائد المسلم "صلاح الدين" هو رمز الفروسية والأخلاق في العصور الوسطى.

كان "صلاح الدين" يلهم فرسانه بتلك الأخلاق النبيلة، فحدث في موقعة "أرسوف" أن ملك إنجلترا "ريتشارد قلب الأسد" كان يبارز أحد فرسان المسلمين، فسقط فرسه صريعا أسفل منه ووقع "ريتشارد" على الأرض، وبدلا من أن يجهز الفارس المسلم عليه قاضيا عليه ومنهيا للمعركة، إذا به ينسحب ويخبر "صلاح الدين" بالخبر، فيرسل له فرسين قائلا: إن فرسان الإسلام لا تقتل من سقط أمامها أبدا.

فكان من "ريتشارد" أن قال أنه يحارب فرسانا بعراقة وأصالة بيت المقدس.

و لقد قالها "دانبورت" بكل حيادية: لقد كان الفارس الصليبي يعود إلى دياره في أوروبا، ورأس ماله وسط قومه هو ما يحفظه من قصص عن بطولة وأخلاق "صلاح الدين"، وينقل عن القس "هيبورد" قوله: لقد كان اكثر ما يؤرقنا أمام افتتان فرساننا به هو تبرير كيف لدين خاطئ مثل الإسلام أن يوجد نموذجا للكمال الأخلاقي والإنساني بذلك الكمال التام.

ولكننا عندما ننقل الخيط إلى المؤرخ "جيبون" قائلا: كان في العادة شفيقاً على الضعفاء، رحيماً بالمغلوبين، وكان يعامل خدمه أرق معاملة، ويستمع بنفسه إلى مطالب الشعب جميعها، وكانت قيمة المال عنده لا تزيد على قيمة التراب، ولم يترك في خزانته الخاصة بعد موته إلا ديناراً واحداً، وقد ترك لابنه قبل موته بزمن قليل وصية، لا تسمو فوقها أية فلسفة مسيحية.

ويروي "وليم الصوري" أن امرأة صليبية فقدت ولدها، فنصحها القساوسة بالذهاب إلى "صلاح الدين" الذي أمر باستضافتها في مخيمات نساء المسلمين حتى يعثر على ولدها، وقد كان.

وفي حطين التقى 12 ألف فارس مسلم يساندهم 10 آلاف من المشاة والمتطوعة، أمام ستين ألف فارس من نخبة فرسان أوروبا، وكانت النتيجة أنهم سقطوا جميعا، نصفهم قتلى والنصف الثاني أسرى، وكانت فاجعة أودت بحياة البابا "اوربان الثالث" قهرا وكمدا.

ولو رجعنا إلى تفصيلات المعركة، سنجدها محدودة في تكتيكاتها وخططها ومناورتها، والسبب يعود إلى طبيعة المقاتلين من كلا الجانبين، فالجيشان عبارة عن صفوة فرسان زمانهم، و الكر والفر ليس من أدبياتهم القتالية، بل المبارزات الفردية والطعن والضرب والمواجهات المباشرة هي الفيصل في قتالهم، والسبب يعود إلى افتقاد الجيشين الى العدد الضخم من المشاة والمتطوعة، بل إن الجيشين كانا عبارة عن فرسان ثقيلة، باستثناء بعض الفرق المساندة مثل الرماة والمشاة الثقيلة التدريع، ولكن لماذا تندهش وأنت تعلم أن هذا العصر المجيد كان فيه أمثال الفرسان "قيمار النجمي" و "لؤلؤ الحاجب" و "تقي الدين عمر" و "كوكبوري" و غيرهم من زهرة فرسان الإسلام وأبطاله.

حتى أن "ابن الأثير" يتحدث عن المعركة قائلا: إنك إن نظرت إلى عدد القتلى من الصليبيين، ستشعر لأول وهلة أنه لا أسرى لهم، و لو نظرت للأسرى ستوقن أنه لا قتلى لهم، و هذا يعود إلى كفاءة ورفعة مستوى الفرسان المسلمين، لتعويض فارق العدد أمام الصليبيين، وهو ما فشل فيه السلاجقة في مواجهاتهم الأولى مع الصليبيين في "ضورليوم"، إذ كانت كفاءة الفرسان الثقيلة الصليبية والعدد هما عنصرا الحسم، ولم تجد تكتيكات السلاجقة البارعة لها سبيلا في المواجهات الأولى، مما جعل "صلاح الدين" يفطن للأمر ويستعد له بعد هزائمه الأولى في الرملة وفي صيدا.

لقد كان "صلاح الدين" رجلا مؤمنا تقيا صحيح العقيدة والديانة.

لقد كان "صلاح الدين" قائدا تقيا لا يلبس إلا العباءة الخشنة من الصوف ، وكان يحلم بأداء فريضة الحج ولكنه خاف على مشروعه الإسلامي من التأخير، كما أورد ذلك المؤرخ "جيبون"، وكيف أن هذا الكردي كان أول من فكر في توحيد الأمة، بعيدا عن كلاب وحثالات القومية والوحدوية العربية، والذين لم نر من خلفهم إلا العار والإندحار والقهر على يد زبالات البشر، وكيف استطاع أن يقدم نموذجا أخلاقيا إنسانيا بقوة ونصر، وليس بهزيمة وكسر، وبأفعال على أرض الواقع، لا بأقوال وخطب فارغة للعدو، وسجن وقتل وفقر وقهر لشعوبهم.








العضوالمشاركة
2023-04-17 7:17 AM
أبو محمد العامر

هذه هي أخلاق الإسلام وأهله


المشاركات 1-1 من أصل 1