شبكة الديوانية >> م. مبارك الدويلة >> م. مبارك الدويلة | |
حلم في ديوانية ليبرالي |
|
Posted 2023-05-02 at 7:43 AM by مدير الموقع (admin) حلمت ذات ليلة أنني أسير مع صديقٍ لي بسيارتي في أحد الشوارع، فأشار عليّ أن نزور صديقا ليبراليا، خاصة أن الليلة تصادف ليلة جلوسه في ديوانيته، فاستحسنت الرأي، لعلمي بالتوجه الليبرالي له ومعظم رواد الديوانية، ولرغبتي بمحاورتهم في موضوع الشواذ، الذي يؤيده عدد من الليبراليين بخلاف صديقنا الذي له رأي آخر. دلفنا داخل الديوان ورحّب بنا صاحب البيت، وكان الديوان يكاد يمتلئ عن آخره من رموز الليبراليين وشبابهم. وما هي إلا لحظات حتى قال صاحب الديوان بصوته الجهوري إن لديه مفاجأة من الحجم الثقيل سيخبرنا بها الآن! اشرأبت الأعناق باتجاهه تترقب المفاجأة، فقال: إنني أعلن لكم منذ اليوم أنني تركت التوجه الليبرالي، وأصبحت رجلاً وطنياً مستقلاً في فكري، لا يميني ولا يساري، بل أؤمن بأهمية المحافظة على العادات والأخلاق التي تربى عليها الآباء والأجداد. انصدم الحضور بهذا الخبر، ولم يصدقوا ما قاله أحد رموزهم، إلى أن جاءت المفاجأة الأخرى عندما قال: لذلك أرجو من كل إنسان لا يؤمن بأن الشذوذ عادة سيئة تجب محاربتها ومواجهتها أن يغادر الديوان لأن ديواني يتعذّره، فخرج عدد لا بأس به بعد تململ وتحلطم. ثم قال: كما أرجو من كل من يطالب بتحرر المرأة من أخلاقها ولباسها وسترها ألا يزورني في ديواني، فخرج عدد آخر من الحضور، ثم أردف قائلاً: ومن الآن وصاعداً أتمنى من دعاة إباحة الخمور والاختلاط غير المنضبط بين الشباب والفتيات تخفيف وجودهم في الديوان، فخرج عدد من الحضور، حتى لم يتبقَ في الديوان إلا خمسة، أنا وصاحبي وصديقنا صاحب البيت واثنان، وبعد أن أمضينا وقتاً في الحديث معه عن توجهه الجديد وأسبابه، أخبرنا أنه وجد هذا التوجه الجديد ينسجم مع الفطرة السليمة التي خلق الله الإنسان عليها. خرجت مع صاحبي من الديوان، وأثناء العودة قلت لصاحبي: شيء طيب أن يتبقى في الديوان اثنان من الليبراليين يحملان مبادئ طيبة، فقال: تقصد فلان وفلان؟ قلت: نعم، فهما من بقيا في الديوان ولم يغادراه، فقال: أما فلان فهذا حرامي الاستثمارات الخارجية، وأما فلان فهذا النائب السابق، الذي كان مع المعارضة أيام كان التيار الليبرالي تياراً له وزنه ومبادئه وقيمه، لكنه مؤخراً أصبح يسبّح بحمد الحكومة وبلاطها حتى أخرسوه برئاسة إحدى شركات الحكومة. انتهى الحلم مع سماع صوت أذان الفجر، فقلت: الحمد لله أنني في حلم، لأنني أعلم جيداً أن هذا التيار مع كل ملاحظاتنا عليه وعلى مبادئه التي تتعارض مع قيمنا، فإن عدداً من أتباعه مصلون مسلمون ونعرفهم بحسن الخلق في تعاملهم مع خصومهم، نسأل الله أن يهدينا وإياهم لما يحبه ويرضاه. مبارك فهد الدويلة |
العضو | المشاركة |