مساحةإعلانية 2
شبكة الديوانية >> محمد فوزان الفوزان >> محمد فوزان الفوزان

رمضان فرصة للبدء من جديد

Posted 2024-03-08 at 2:47 PM by
مدير الموقع (admin)

الأسبوع المقبل يدخل علينا ضيف كبير، هو شهر الصوم رمضان. والصوم هو أحد أركان الإسلام الخمسة، حيث يتم تشجيع المسلمين على الامتناع عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. وهو ليس مجرد الامتناع عن تناول الطعام والشراب فقط، كما يمكنك أيضًا تجنب الحديث الضار، مثل التحدث عن جهل، أو بشكل غير لائق، فضلًا عن تجنب الأفعال السلبية، مثل: الجدال أو القتال، يمكننا التركيز على تطوير السلوكيات الجيدة، وزيادة عدد الأعمال الصالحة التي نؤديها. رمضان يقدم لنا فرصة لإعادة ضبط النفس، فهذا الشهر المبارك يمثل فرصة لنا لعلاج أي سلوكيات غير صحية تصدر عنا، ويعد رمضان الوقت الأنسب للتفكير في أي عادات غير صحية وتقييمها، مثل: التدخين، أو تناول الكحوليات، أو تعاطي المخدرات، أو الاستخدام المفرط للإنترنت، التي يمكن تعديلها خلال هذا الشهر الكريم. قال الدكتور مصطفى محمود، رحمه الله: "كنت طالباً أدرس في أميركا، وفي يوم توقفت عند محطة بنزين اعتدت دخولها لشراء قهوة أثناء ملء السيارة بالوقود، وفي اليوم الذي يسبق يوم الـ"كريسماس"، وجدت أحد العمال منهمكاً في وضع أقفال على ثلاجة الخمور، فسألته عن السبب، فأجابني: هذه ثلاجة الخمور، وقوانين الولاية تمنع بيع الخمور في ليلة ويوم الـ"كريسماس" يوم ميلاد المسيح، فقلت مندهشاً: أليست أميركا دولة علمانية، لماذا تتدخل الدولة في شيء مثل ذلك؟ فقال: يجب على الجميع احترام ميلاد المسيح، وعدم شرب الخمر في ذلك اليوم، حتى وإن لم تكن متديناً، إذا فقد المجتمع الاحترام، فقدنا كل شيء. إنها مسألة احترام، فهم ينظرون الى الـ"كريسماس" كضيف يزورهم كل سنة، ليذكرهم بميلاد المسيح (عليه السلام)، وليس من الاحترام السكر في معية ذلك الضيف، فلتسكر ولتعربد في يوم آخر إذا كان ذلك أسلوب حياتك، لكن في هذا اليوم سيحترم الجميع هذا الضيف". المقالة تتكلم عن الاحترام كقيمة إنسانية، وهو من القيم الأخلاقية التي يعاني البعض من نقصانها في سلوكه، واتخاذ قراراته. هاهي بعض الفضائيات التي فقدت هذه القيمة الأخلاقية السامية في احترام رمضان، سعت كل السعي الى ان تفسد على الناس نعمة التواصل مع الله، بذكره وعبادته، والتفرغ لما يحب ويرضى، وقد حشدت أعداداً من الممثلين والممثلات في أعمال فنية هابطة، أو مسابقات تافهة، تحت مسميات شتى، يجمعها هدف واحد هو إلهاء المسلم عن العبادة، والتواصل مع خالقه سبحانه وتعالى، كأن هذا الشهر الكريم فرصة مناسبة لإظهار الموبقات لكل البشر لالهائهم عن عبادة الله عز وجل. ترسخت لدي قناعة أن ما يحصل هو أمر مخطط مسبقاً لضرب الهدف السامي لهذا الشهر المبارك الكريم "لعلّكم تتقون". شهر رمضان الكريم شهر التعبد، وقراءة القرآن، والذكر، وقيام الليل، تحول بسبب عدم احترامه واهدار قدسيته شهر التراخي والكسل، وارتكاب المعاصي بمجرد متابعة الاثارة التي تنشرها بعض الفضائيات، بلا حسيب أو رقيب. لابد من وقفة جادة حازمة، واسلوب جديد للتعامل مع المستهترين بالشهر الفضيل، ولا بد ان نترجم سلوكنا في هذا الشهر المبارك، ونعمل على مواجهة هذا الكم الهائل من الافساد والمفسدين، الذين وجدوا في رمضان فرصة ثمينة لبث سمومهم لتصل للمسلم، وهو في غرفة نومه.






العضوالمشاركة